Publisher's Synopsis
بين الإسلام خطر الفقر على الدين والحياة؛ فحاربه بلا هوادة، واعتبره قرين الكفر، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أن يقول في دعائه صباحا ومساء "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" ، ذلك أن الفقر قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر ويسوقه سوقا إلى أن يفقد قيمته الإنسانية ويضيِّع ميزة التكريم والتفضيل التي امتن الله بها على بني آدم. وهذا التكريم والتفضيل الذي ذكره الله تعالى، تقوى وتعزز، بإبلاغ الله عز وجل ملائكته الكرام بأنه سيخلق بشرا (آدم). وسيجعله خليفة في الأرض. وبأمره لهم بالسجود له. وبمنحه نعمة العقل الذي هو مناط التكليف. وهذا كله خصَّ به أبونا آدم دون غيره من أهل الأرض، وذريته تبع له. ولربما كان هذا التكريم والتفضيل راجعا إلى القيمة الكبرى للعقل الذي امتن الله به على الإنسان ليتعرف به على ربه جل جلاله ويعبده ويميز به بين الصالح والطالح، ويؤهله لأن يكون خليفة في الأرض.